نصائح عامة

احذر من سوء استخدام الادوية وعلاقته بالإدمان

يُقصد بسوء استخدام الادوية أو مصطلح الاستخدام غير الطبي للعقاقير الموصوفة إلى تناول الدواء بطريقة، أو بجرعة غير الموصوفة من قبل الطبيب، أو أخذ وصفة طبية من شخص آخر لا علاقة له بالمجال الطبي، حتى لو كان ذلك بسبب وجود شكوى طبية عاجلة مثل الشعور بالألم الشديد، أو تناول دواء للشعور بالسعادة مثل الأدوية التي تستخدم في علاج حالات الاكتئاب، الفئات الثلاث الأكثر شيوعًا من الأدوية التي يساء استخدامها هي:

  • المسكنات الأفيونية (opoids): التي توصف عادة لعلاج الألم.
  • مثبطات الجهاز العصبي المركزي [CNS]: تشمل هذه الفئة المهدئات والمنومات وتستخدم لعلاج القلق واضطرابات النوم.
  • المنبهات والمنشطات (stimulants): توصف غالبًا لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).

يمكن أن يكون لسوء استخدام الادوية الموصوفة عواقب طبية خطيرة، حيث تنعكس الزيادات في سوء استخدام الادوية الموصوفة على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية في زيادة الحالات الطبية الخطرة التي تتردد على زيارة المستشفيات، وحالات الوفاة الناتجة عن استخدام الجرعات الزائدة من هذه العقاقير، وأخطر أشكال المشاكل الصحية الناتجة عن سوء استخدام الادوية هو الإدمان. كما ارتفعت الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة من المسكنات التي تشمل المواد الأفيونية من 3442 في عام 1999 إلى 17029 في عام 2017، ومع ذلك، من عام 2017 إلى عام 2019، انخفض عدد الوفيات إلى 14139، ومن عام 2019 إلى عام 2020، ارتفع العدد إلى 16.416.

محتويات المقال عرض

معلومات هامة توضح مدى سوء استخدام الادوية في الولايات المتحدة الأمريكية

مدى سوء استخدام الادوية
مدى سوء استخدام الادوية

توضح الإحصائيات التالية المعدل السريع لزيادة نسب سوء استخدام الادوية في السنوات الأخيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

كم يبلغ عدد الأشخاص الذين يسيئون استخدام العقاقير الموصوفة؟

  • بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أكثر في عام 2021: تم تسجيل عدد من البلاغات، حيث أبلغ حوالي 5.1٪ (أو حوالي 14.3 مليون شخص) عن سوء استخدام الادوية المستخدمة للعلاج النفسي، وأبلغ 1.3٪ (أو حوالي 3.7 مليون شخص) عن سوء استخدام الادوية المنشطة، وأفاد 1.7٪ (أو حوالي 4.9 مليون شخص) بسوء استخدام الادوية المهدئة أو المنومات، وأبلغ 1.4٪ (أو حوالي 3.9 مليون شخص) عن سوء استخدام الادوية التي تحتوي على مجموعة  البنزوديازيبينات، وأبلغ 3.1٪ (أو حوالي 8.7 مليون شخص) عن سوء استخدام الادوية المسكنة للألم خلال الإثنى عشر شهرًا الماضية، طبقا لإحصائيات المسح الوطني 2021 حول تعاطي المخدرات والصحة.

كم عدد الطلاب الشباب الذين يعانون من سوء استخدام الادوية؟

  • بين الشباب في عام 2022: أفاد ما يقدر بـ 5٪ من طلاب الصف الثاني عشر عن إساءة استخدام مجموعة كبيرة من الأدوية، وأفاد ما يقدر بـ 3.2٪ من طلاب الصف الثامن، و3.1٪ من طلاب الصف العاشر، و2.9٪ من طلاب الصف الثاني عشر عن سوء استخدام الادوية التي تنتني لمجموعة الأمفيتامينات، وأفاد ما يقدر بنحو 0.7٪ من طلاب الصف الثامن و0.7٪ من طلاب الصف العاشر و1.1٪ من طلاب الصف الثاني عشر بإساءة استخدام عقار الريتالين، أفاد ما يقدر بنحو 2.3٪ من طلاب الصف الثامن و 2.9٪ من طلاب الصف العاشر و 3.4٪ من طلاب الصف الثاني عشر بإساءة استخدام دواء Adderall.
  •  أفاد ما يقدر بنحو 2٪ من طلاب الصف الثاني عشر عن سوء استخدام الادوية المهدئة (الباربيتورات)، أفاد 1.4٪ من طلاب الصف الثامن و 1.5٪ من طلاب الصف العاشر و 1.5٪ من طلاب الصف الثاني عشر بسوء استخدام الادوية التي تنتني للمنومات، أفاد ما يقدر بنحو 1.7٪ من طلاب الصف الثاني عشر بسوء استخدام الادوية المخدرة، أفاد ما يقدر بنحو 0.7٪ من طلاب الصف الثامن و 0.9٪ من طلاب الصف العاشر و 1.9٪ من طلاب الصف الثاني عشر بإساءة استخدام عقار OxyContin، وأفاد ما يقدر بنحو 0.7٪ من طلاب الصف الثامن و 1٪ من طلاب الصف العاشر و 1.3٪ من طلاب الصف الثاني عشر بإساءة استخدام عقار الفيكودين، خلال الـ 12 شهرًا الماضية وفقا لإحصاء 2022 Monitoring the Future Survey.

كم عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء استخدام الادوية المنشطة والمنبهات؟

  • بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أكثر في عام 2021: ما يقدر بنحو 0.5 ٪ (أو حوالي 1.5 مليون شخص) يعانون من سوء استخدام الادوية المنشطة في الأشهر الـ 12 الماضية.

كم عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء استخدام الادوية المهدئة المنومات؟

  • بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أكثر في عام 2021: ما يقدر بنحو 0.8 ٪ (أو حوالي 2.2 مليون شخص) كانوا يعانون من سوء استخدام الادوية المهدئة والمنومات في الأشهر ال 12 الماضية.

كم عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء استخدام الادوية التي تحتوي على المواد الأفيونية؟

  • من بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أكثر في عام 2021: كان ما يقدر بنحو 1.8٪ (أو حوالي 5.0 مليون شخص) يعانون من اضطراب سوء استخدام الادوية التي تحتوي على المواد الأفيونية الموصوفة طبيًا خلال الـ 12 شهرًا الماضية.

كم عدد الأشخاص الذين يموتون نتيجة سوء استخدام المواد الأفيونية؟

  • في عام 2020: توفي ما يقرب من 16416 شخصًا بسبب جرعة زائدة من المواد الأفيونية الموصوفة طبيًا حسب CDC WONDER Database .

كم من الناس الذين يموتون نتيجة سوء استخدام الادوية التي تحتوي على مجموعة البنزوديازيبينات؟

  • في عام 2020: توفي ما يقرب من 12290 شخصًا بسبب جرعة زائدة من البنزوديازيبينات.

كم من الناس يموتون من سوء استخدام الادوية المضادة للاكتئاب؟

  • في عام 2020: توفي ما يقرب من 5597 شخصًا بسبب جرعة زائدة من مضادات الاكتئاب.

هل من الآمن استخدام الأدوية الموصوفة مع الأدوية والمواد الأخرى؟

تعتمد سلامة استخدام الأدوية الموصوفة مع مواد أخرى على عدد من العوامل بما في ذلك أنواع الأدوية والجرعات وتعاطي المواد الأخرى (مثل الكحول) وعوامل صحة المريض الفردية. يجب على المرضى التحدث مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم حول ما إذا كان بإمكانهم استخدام الأدوية الموصوفة لهم بأمان مع مواد أخرى، بما في ذلك الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية (OTC)، وكذلك الكحول والتبغ والعقاقير غير المشروعة.

على وجه التحديد، يجب عدم تناول الأدوية التي تبطئ معدل التنفس مثل المواد الأفيونية أو الكحول أو مضادات الهيستامين أو مثبطات الجهاز العصبي المركزي أو التخدير العام، لأن هذه المجموعات تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب التنفسي الذي يهدد الحياة.

يجب أيضًا عدم استخدام المنشطات مع الأدوية الأخرى إلا إذا أوصى بها الطبيب، كما يجب أن يكون المرضى على دراية بالمخاطر المصاحبة لخلط المنشطات وأدوية البرد التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والتي تحتوي على مضادات الاحتقان، حيث أن الجمع بين هذه المواد قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير، أو يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب.

ما هي فئات العقاقير الطبية التي يساء استخدامها عادة؟

فيما يلي الثلاث مجموعات الرئيسية من الأدوية الموصوفة التي يساء استخامها:

المواد الأفيونية (opioids)

المواد الأفيونية
المواد الأفيونية

تعمل المواد الأفيونية من خلال الارتباط ببروتينات مستقبلات الأفيون الموجودة في الخلايا العصبية في الدماغ والحبل الشوكي والجهاز الهضمي وأعضاء أخرى في الجسم وتنشيطها، عندما ترتبط هذه الأدوية بمستقبلاتها، فإنها تمنع انتقال إشارات الألم، يمكن أن تؤدي المواد الأفيونية أيضًا إلى النعاس والارتباك العقلي والغثيان والإمساك والاكتئاب التنفسي، وبما أن هذه الأدوية تعمل أيضًا على مناطق الدماغ المشاركة في الإحساس بالسعادة، فإنها يمكن أن تحفز الإحساس بالنشوة، لا سيما عند تناولها بجرعة أعلى من الموصوفة أو إعطائها بطرق أخرى غير المقصودة.

فعلى سبيل المثال دواء OxyContin® هو دواء يؤخذ عن طريق الفم ويستخدم لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة من خلال إطلاق بطيء وثابت للمادة الأفيونية، بعض الأشخاص يسيئون استخدام دواء OxyContin® عن طريق استنشاق أو حقن الدواء، وهذه ممارسة خطيرة للغاية، مما يزيد بشكل كبير من خطر تعرض الشخص لمضاعفات طبية خطيرة.

عند تناول هذه الأدوية على النحو الموصوف من قبل الطبيب يمكن للمرضى استخدام المواد الأفيونية للسيطرة على الألم بأمان وفعالية، ومع ذلك، من الممكن أن يؤدي تناول الأدوية الأفيونية علي النحو الموصوف إلى حدوث حالات الإدمان، يزداد هذا الخطر مع زيادة الجرعات عند إساءة استخدام هذه الأدوية، حتى جرعة واحدة كبيرة من مادة أفيونية يمكن أن تسبب تثبيطًا شديدًا في الجهاز التنفسي (تباطؤ أو توقف التنفس)، والذي يمكن أن يكون مميتًا، كما يزيد تناول المواد الأفيونية مع الكحول أو المهدئات من هذا الخطر.

نادرًا ما يؤدي الاستخدام الطبي الصحيح قصير المدى لمسكنات الألم الأفيونية- التي يتم تناولها لبضعة أيام بعد جراحة الفم، على سبيل المثال – إلى اضطراب سوء استخدام الادوية الأفيونية أو الإدمان، ولكن الاستخدام المنتظم (على سبيل المثال، عدة مرات في اليوم، لعدة أسابيع أو أكثر) أو الاستخدام طويل الأمد للمواد الأفيونية يمكن أن يؤدي إلى اعتياد الشخص عليها، وقد يصل إلى درجة الإدمان مع زيادة الجرعات تدريجيا.

وللتخفيف من مخاطر الإدمان، يجب على الأطباء الالتزام بإرشادات ومعايير معينه مثل إرشادات CDC Guideline for Prescribing Opioids for Chronic Pain، وهي كالآتي:-

  • قبل وصف الدواء، يجب على الأطباء تقييم الألم وحالة المرضى.
  • النظر فيما إذا كانت خيارات العلاج غير الأفيونية مناسبة أم لا.
  • مناقشة خطة العلاج مع المريض.
  • تقييم مخاطر تعرض المريض للضرر أو سوء استخدام الادوية.
  • وصف بعض الأدوية الأخرى مع المواد الأفيونية مثل دواء النالوكسون للتخفيف من مخاطر الجرعة الزائدة.
  • عند وصف الأدوية الأفيونية لأول مرة، يجب على الأطباء إعطاء أقل جرعة فعالة لأقصر مدة علاجية.
  • ومع استمرار العلاج، يجب مراقبة المريض على فترات منتظمة، ويجب أن يستمر العلاج بالمواد الأفيونية فقط إذا شوهدت تحسينات سريرية ذات مغزى في الألم وحالة المرضى دون ضرر.

مجموعة من الأدوية التي تحتوي علي المواد الأفيونية

من الأدوية التي تحتوي على المسكنات الأفيونية في السوق المصري مايلي:

  • كودايين (Codeine).
  • فنتانيل (Fentanyl).
  • هيدروكودون (Hydrocodone).
  • الميثادون (Methadone).
  • مورفين (Morphine).
  • اوكسيكودون (Oxycodone).
  • أوكسيمورفون (Oxymorphone).

مثبطات الجهاز العصبي المركزي (CNS Depressants)

مثبطات الجهاز العصبي المركزي
مثبطات الجهاز العصبي المركزي

مثبطات الجهاز العصبي المركزي، هي فئة تشمل المهدئات والمنومات، وهي مواد يمكن أن تبطئ من نشاط الدماغ، وهذه الخاصية تجعلها مفيدة في علاج القلق واضطرابات النوم، وفيما يلي بعض الأدوية الموصوفة بشكل شائع لهذه الأغراض.

  • مجموعة البنزوديازيبينات: مثلdiazepam ، clonazepam، alprazolam التي توصف أحيانًا لعلاج القلق والحالات الحادة من التوتر ونوبات الهلع، كما يمكن أيضًا وصف كلونازيبام لعلاج اضطرابات النوبات والأرق، يتم وصف البنزوديازيبينات مثل تريازولام وإستازولام لعلاج قصير الأمد لاضطرابات النوم، عادة، لا يتم وصف البنزوديازيبينات للاستخدام على المدى الطويل بسبب المخاطر العالية من الإصابة بالإدمان.
  • أدوية النوم غير البنزودية: مثلzolpidem ، eszopiclone، zaleplon تمتلك هذه المجموعة بنية كيميائية مختلفة، ولكنها تعمل على نفس مستقبلات GABA من النوع A في الدماغ مثل البنزوديازيبينات، ويُعتقد أن لها آثارًا جانبية أقل، بالإضافة إلى انخفاض فرص الإصابة بالإدمان مقارنة بالبنزوديازيبينات.
  • الباربيتورات: مثل mephobarbital، phenobarbital، pentobarbital sodium، تستخدم هذه المجموعة بشكل أقل لتقليل القلق أو للمساعدة في مشاكل النوم بسبب ارتفاع مخاطر تناولها لجرعة زائدة مقارنة بالبنزوديازيبينات، ومع ذلك، لا تزال تستخدم في العمليات الجراحية وعلاج اضطرابات النوبات.

تعمل معظم مثبطات الجهاز العصبي المركزي على الدماغ عن طريق زيادة النشاط في مستقبلات الناقل العصبي المثبط لحمض جاما أمينوبوتيريك (GABA)، وعلى الرغم من أن الفئات المختلفة من مثبطات الجهاز العصبي المركزي تعمل بطرق مختلفة، إلا أنه من خلال قدرتها على زيادة إشارات GABA، وبالتالي زيادة تثبيط نشاط الدماغ – فإنها تنتج تأثيرًا نعاسًيا أو مهدئًا مفيدًا من الناحية الطبية لأولئك الذين يعانون من القلق أو اضطرابات النوم، وعلى الرغم من آثارها العلاجية المفيدة، فإن البنزوديازيبينات والباربيتورات لديها احتمالية عالية من سوء استخدام الادوية، ويجب استخدامها فقط على النحو الموصوف من قبل الطبيب.

خلال الأيام القليلة الأولى من تناول دواء الاكتئاب من عائلة مثبطات الجهاز العصبي المركزي، عادة ما يشعر الشخص بالنعاس وعدم الاتزان، ولكن مع اعتياد الجسم على تأثيرات الدواء، تبدأ هذه الآثار الجانبية في الاختفاء، إذا استخدم المرء هذه الأدوية على المدى الطويل، فقد يحتاج إلى جرعات أكبر لتحقيق التأثيرات العلاجية المطلوبة.

كما يمكن أن يؤدي الاستخدام المستمر أيضًا إلى الإصابة بالإدمان، وظهور أعراض الانسحاب عند تقليل الاستخدام أو إيقافه بشكل مفاجئ، لأن مثبطات الجهاز العصبي المركزي تعمل عن طريق إبطاء نشاط الدماغ، وعندما يتوقف الفرد عن تناولها، يمكن أن يكون هناك تأثير على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى حدوث نوبات أو عواقب ضارة أخرى.

على الرغم من أن أعراض الانسحاب من مجموعة البنزوديازيبينات، يمكن أن تكون مشكلة، إلا أنه نادرًا ما تكون مهددة للحياة، في حين أن الانسحاب من الاستخدام المطول لمجموعة الباربيتورات يمكن أن يكون له مضاعفات مهددة للحياة، لذلك، يجب على الشخص الذي يفكر في التوقف عن مثبطات الجهاز العصبي المركزي، أو الذي يعاني من أعراض الانسحاب بعد التوقف عن استخدامه التحدث مع طبيب أو طلب العلاج الطبي الفوري.

مجموعة من الأدوية التي تحتوي على مثبطات الجهاز العصبي المركزي

من الأدوية التي تحتوي على مثبطات الجهاز العصبي المركزي في السوق المصري مايلي:

  • الدايازيبام (diazepam).
  • ستيلنوكس (Stilnox).
  • فينوباربيتال (Phenobarbital). 

المنشطات والمنبهات (stimulants)

المنشطات والمنبهات
المنشطات والمنبهات

تزيد المنشطات من اليقظة والانتباه والطاقة، كما ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس، تاريخيا، كانت المنشطات تستخدم لعلاج الربو ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى، والسمنة، والاضطرابات العصبية، ومجموعة متنوعة من الأمراض الأخرى، ولكن مع ظهور إمكانية سوء استخدام الادوية المنشطة وإدمانها، انخفض عدد الحالات التي يتم علاجها بالمنشطات، والآن يتم وصف المنشطات لعلاج عدد قليل من الحالات الصحية، بما في ذلك اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، و في بعض الأحيان الاكتئاب المقاوم للعلاج.

مجموعات المنشطات المختلفة مثل ديكستروأمفيتامين وميثيل فينيديت، تعمل في الدماغ على عائلة أنظمة الناقل العصبي أحادي الأمين، والتي تشمل النوربينفرين والدوبامين، أيضا تعزز المنشطات آثار هذه المواد الكيميائية، ويمكن أن تؤدي زيادة إشارات الدوبامين من الاستخدام غير الطبي للمنشطات إلى الشعور بالنشوة، وتؤدي تأثيرات هذه الأدوية على النورإبينفرين إلى زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتضييق الأوعية الدموية، وزيادة نسبة الجلوكوز في الدم، وفتح ممرات التنفس.

تزيد المنشطات من اليقظة والتحفيز وجوانب الإدراك والتعلم والذاكرة، ويتناول بعض الأشخاص هذه الأدوية في غياب الحاجة الطبية في محاولة لتحسين الأداء العقلي، لأنها تزيد من اليقظة والتحفيز وجوانب الإدراك والتعلم والذاكرة، وقد استخدمت الجيوش منذ فترة طويلة المنشطات لزيادة الأداء في مواجهة التعب، وتسمح القوات المسلحة الأمريكية باستخدامها في إعدادات عملياتية محدودة، وتم الإبلاغ عن هذه الممارسة الآن من قبل بعض العمال لزيادة إنتاجيتهم، ومن قبل كبار السن لتعويض تدهور الإدراك المصاحب للشيخوخة، ومن قبل طلاب المدارس الثانوية والجامعات لتحسين أدائهم الأكاديمي.

أدت الزيادات الهائلة في الوصفات الطبية التي تحتوي على المواد المنشطة على مدى العقدين الماضيين إلى زيادة توافرها وزيادة مخاطر الإدمان والاستخدام غير الطبي، عند تناولها لتحسين الحالات المشخصة بشكل صحيح، يمكن لهذه الأدوية تحسين نوعية حياة المريض بشكل كبير، ومع ذلك، نظرًا لأن الكثيرين يرون أنها آمنة وفعالة بشكل عام، يتم إساءة استخدام المنشطات الموصوفة بشكل متكرر.

من الممكن أن يصبح الأشخاص معتمدين على المنشطات التي تستلزم وصفة طبية أو مدمنين عليها، وتشمل أعراض الانسحاب المرتبطة بالتوقف عن استخدام المنشطات التعب والاكتئاب وأنماط النوم المضطربة، كما يمكن أن يؤدي الاستخدام المتكرر لبعض المنشطات (أحيانًا خلال فترة قصيرة) إلى الشعور بالعداء أو جنون العظمة، أو حتى الذهان، علاوة على ذلك، قد يؤدي تناول جرعات عالية من المنشطات إلى ارتفاع خطير في درجة حرارة الجسم وعدم انتظام ضربات القلب، وهناك أيضًا احتمال حدوث قصور في القلب والأوعية الدموية أو نوبات.

مجموعة من الأدوية التي تحتوي على المنبهات

من الأدوية التي تحتوي على المنبهات في السوق المصري مايلي:

  • الريتالين (ritalin)
  • الأديرال(Adderall)
  • ديسوكسين (desoxyn)
  • ديكسيدرين (DEXEDRINE)

هل الأدوية الموصوفة التي من الممكن أن يساء استخدامها من الآمن تناولها أثناء الحمل؟

يمكن لبعض الأدوية الموصوفة التي تتناولها المرأة الحامل أن تتسبب في تطور أعراض اعتياد الطفل على الدواء، مما قد يؤدي إلى الإصابة بأعراض الانسحاب بعد الولادة، والمعروفة باسم متلازمة neonatal abstinence syndrome (NAS)، ويمكن أن يتطلب ذلك البقاء لفترة طويلة في العناية المركزة لحديثي الولادة، وفي حالة المواد الأفيونية، تحتاج مسكنات الألم أفيونية المفعول اهتمامًا خاصًا، حيث ارتبط ارتفاع معدلات NAS مع زيادة وصفات المسكنات الأفيونية للألم عند النساء الحوامل، وقد وصلت إلى حوالي خمسة أضعاف في الفترة بين عام 2000 إلى عام 2012، مع ارتفاع معدل الزيادة في السنوات الأخيرة، لذلك يجب على النساء استشارة أطبائهن لتحديد الأدوية التي يمكنهم الاستمرار في تناولها أثناء الحمل.

كيف يمكن منع إساءة استخدام العقاقير الموصوفة؟

يمكن للأطباء والمرضى وأيضا الصيادلة أن يلعبوا دورًا في تحديد ومنع سوء استخدام الادوية الموصوفة، وفيما يلي عدة طرق لتقليل إساءة استخدام العقاقير التي تستلزم وصفة طبية بين الناس:

  • التعليم والثقيف: يعتقد واحد من كل أربعة مراهقين أنه يمكن استخدام الأدوية الموصوفة كأداة مساعدة في الدراسة، ويقول ما يقرب من ثلث الآباء إنهم يعتقدون أن دواء اضطراب نقص الانتباه / فرط النشاط (ADHD) يمكن أن يحسن أداء الطفل الأكاديمي أو أثناء الاختبارات، حتى لو هذا الطفل لا يعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لذلك يجب تثقيف الآباء والأطفال والأطباء الذين يصفون هذه الأدوية حول تأثير سوء استخدام الادوية الموصوفة على نمو وتطور العقل على المدى البعيد.
  • التخزين الآمن للأدوية والتخلص منها: يقول ثلثا المراهقين الذين أساءوا استخدام مسكنات الألم في العام الماضي إنهم حصلوا عليها من العائلة والأصدقاء، بما في ذلك أماكن تخزين الأدوية في منازلهم، مما يجعل من المهم حماية الأدوية في المنزل في مكان آمن، حيث يقلل التخزين الآمن للأدوية والتخلص منها عند التوقف عن استخدامها من فرص الوصول إليها بسهولة.
  • مراقبة صرف الأدوية التي تستلزم وصفة طبية: يدعو العديد من الأشخاص الأطباء والصيدليات إلى الحرص على مراقبة كيفية (وعدد مرات) وصف الأدوية بشكل دقيق، حيث يصف الأطباء مسكنات الألم بسهولة أكبر مما كانوا يفعلون قبل عشر سنوات، ووفقًا لبعض المصادر، لا يقوم الصيادلة عادةً بفحص سجلات الأدوية التي تستلزم وصفة طبية، مما ساعد على الإفراط في صرف الأدوية وإساءة استخدامها.
  • الاستخدام الصحيح للأدوية: يجب على المرضى اتباع التوجيهات كما هو موضح على الملصق الموجود على الدواء، أو من قبل الصيدلي، وأن يكونوا على دراية بالتفاعلات المحتملة مع الأدوية الأخرى، ولا يتوقفوا أبدًا أو يغيروا نظام الجرعات دون مناقشته أولاً مع الطبيب.

علاج سوء استخدام الادوية الموصوفة؟

أظهرت سنوات من البحث أن اضطرابات تعاطي المخدرات هي اضطرابات دماغية يمكن علاجها بفعالية، ويجب أن تأخذ طريقة العلاج في الاعتبار نوع الدواء المستخدم واحتياجات الفرد، فقد يحتاج العلاج الناجح إلى دمج العديد من المكونات، بما في ذلك إزالة السموم والاستشارة والأدوية، قد تكون هناك حاجة إلى دورات علاجية متعددة للمريض لتحقيق الشفاء التام، والفئتان الرئيسيتان في علاج اضطراب تعاطي المخدرات هما العلاجات السلوكية (العلاج السلوكي المعرفي) والأدوية.

حيث تساعد العلاجات السلوكية المرضى على التوقف عن تعاطي المخدرات عن طريق تغيير أنماط التفكير والسلوك غير الصحية، وتعليم المرضى كيفية إدارة الرغبة الشديدة لتناول المخدرات، وتجنب الإشارات والمواقف التي يمكن أن تؤدي إلى الانتكاس، أو في بعض الحالات تقديم حوافز على الامتناع عن تناول المخدرات.

يمكن أن تساعد العلاجات السلوكية التي قد تأخذ شكل مشورة فردية أو عائلية أو جماعية المرضى على تحسين علاقاتهم الشخصية وقدرتهم على العمل والاندماج في المجتمع، كما يمكن أيضًا علاج الإدمان على المواد الأفيونية الموصوفة من خلال الأدوية بما في ذلك البوبرينورفين والميثادون والنالتريكسون، حيث يمكن لهذه الأدوية أن تمنع المواد الأفيونية الأخرى من التأثير على الدماغ (النالتريكسون) أو تخفف أعراض الانسحاب والرغبة الشديدة (البوبرينورفين والميثادون)، مما يساعد المريض على تجنب الانتكاس، وغالبًا ما يتم إعطاء الأدوية المستخدمة لعلاج إدمان المواد الأفيونية جنبًا إلى جنب مع دعم الجوانب النفسية والاجتماعية أو العلاجات السلوكية والمعروفة باسم العلاج بمساعدة الأدوية (MAT)، يتوفر أيضًا دواء لتقليل الأعراض الجسدية للانسحاب (لوفيكسيدين).

أدوية لعلاج سوء استخدام الادوية التي تحتوي على المواد الأفيونية

  • الميثادون: هو نظير أفيوني صناعي يمنع أعراض الانسحاب، ويخفف من الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات، إنه يعمل من خلال العمل على نفس مستقبلات الميو الأفيونية (mu-opioid) مثل المواد الأفيونية الأخرى كالهيروين والمورفين ومسكنات الألم الأفيونية، ولكن بكثافة أقل ولمدة أطول، تم استخدام الميثادون بنجاح لأكثر من 40 عامًا لعلاج إدمان الهيروين، ولكنه متاح بشكل عام فقط من خلال برامج العلاج الأفيونية المرخصة بشكل خاص.
  • البوبرينورفين: هو نظير أفيوني جزئي – يرتبط بمستقبلات ميو أفيونية المفعول، ولكنه ينشطها جزئيًا فقط – ويمكن وصفه من قبل الأطباء المعتمدين والممرضات الممارسين ومساعدي الأطباء، مثل الميثادون، يمكن أن يقلل من الرغبة الشديدة ويتحمله المرضى جيدًا، في عام 2016، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على تطوير مدعوم من المعهد الوطني لتعاطي المخدرات NIDA لتركيبة قابلة للتثبيت بالجسم والتي تعمل كمضخة توفر الإعطاء المستمر للدواء لمدة ٦ أشهر، وفي عام 2017، تمت الموافقة على تركيبة قابلة للحقن لمدة شهر، تلغي هذه التركيبات الحاجة إلى الجرعات اليومية، وستمنح المرضى سهولة أكبر في الالتزام بالعلاج، خاصةً إذا كانوا يعيشون بعيدًا عن مزود العلاج.
  • النالتريكسون: هو نوع آخر من الأدوية، وهو مضاد لعمل المواد الأفيونية، لأنه يمنع المواد الأفيونية الأخرى من الارتباط بالمستقبلات الأفيونية وتنشيطها، يمكن أن يكون شكل النالتريكسون القابل للحقن وطويل المفعول خيارًا علاجيًا مفيدًا للمرضى الذين ليس لديهم إمكانية الوصول الفوري إلى الرعاية الصحية، أو الذين يعانون من تناول أدويتهم بانتظام.

علاج الإدمان على مثبطات الجهاز العصبي المركزي

غالبًا ما يحدث سوء استخدام الادوية المثبطة للجهاز العصبي المركزي بالتزامن مع استخدام عقاقير أخرى، مثل الكحول أو المواد الأفيونية، في الوقت الحالي، لا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج الإدمان على مثبطات الجهاز العصبي المركزي، على الرغم من استمرار البحث في هذا المجال، ولكن يجب على المرضى الذين يعانون من سوء استخدام الادوية المتعلقة بمثبطات الجهاز العصبي المركزي مثل المهدئات والمنومات ألا يحاولوا التوقف عن تناولها بمفردهم، يمكن أن تكون أعراض الانسحاب من هذه الأدوية شديدة، وفي حالة بعض الأدوية، من المحتمل أن تكون مهددة للحياة، فالأبحاث حول علاج إدمان مثبطات الجهاز العصبي المركزي عديدة، ومع ذلك، يجب أن يخضع المرضى الذين يعتمدون على هذه الأدوية لإزالة السموم تحت إشراف طبي، لأن الجرعة التي يتناولونها يجب أن تنخفض تدريجيًا.

كما أن العلاج المعرفي السلوكي الذي يركز على تعديل تفكير المريض وتوقعاته وسلوكياته، مع زيادة مهارات التعامل مع ضغوط الحياة المختلفة تم استخدامه أيضًا بنجاح لمساعدة الأفراد على التكيف مع التوقف عن تناول مجموعة البنزوديازيبينات .

علاج الإدمان على المنشطات

يعتمد علاج الإدمان على المنشطات الطبية التي تصرف بوصفة طبية مثل Adderall® و Concerta® على العلاجات السلوكية الفعالة في علاج إدمان الكوكايين والميثامفيتامين، في الوقت الحالي، لا توجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج إدمان المنشطات، ولكن قد تكون الخطوات الأولى في علاج إدمان المنشطات التي تصرف بوصفة طبية هي تقليص جرعة الدواء، ومحاولة تخفيف أعراض الانسحاب، قد يتبع العلاج السلوكي بعد ذلك عملية إزالة السموم.

سوء استخدام الادوية <فيديو توضيحي>

وفي النهاية، يجب أن ندرك أن سوء استخدام الادوية الموصوفة أمر خطير، ويتسبب في حدوث العديد من المشاكل الصحية على المدى البعيد، لذا يجب علينا الحرص الشديد عند استخدام الأنواع المختلفة من الأدوية، واستشارة الطبيب المعالج فورا في حالة الرغبة في تغيير الدواء أو الجرعة الموصوفة، نتمني أن تتركوا لنا تعليقاتكم وآرائكم في خانة التعليقات في الأسفل.

المراجع

اقرأ أيضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock