هل حليب الماعز مضر للرضع
من بين العديد من المسؤوليات والقرارات الصعبة التي يواجهها الآباء الجدد هو اختيار حليب الأطفال، حيث أنه لا يوجد عدد لا يحصى من العلامات التجارية فحسب بل هناك أيضًا عدة أنواع مختلفة من التركيبات مثل التركيبات المعتمدة على الحليب كالبقرة والماعز أو التركيبات النباتية مثل تركيبة الصويا أو الأرز، لذلك تكثر التساؤلات التي من بينهما هل حليب الماعز مضر للرضع؟ ولكن في حين أن حليب الماعز مفيد لأطفال الماعز إلا أنه ليس آمنًا لأطفالك وسوف نعرف متى يمكن تقديمه للطفل وما هي أهم فوائده وأضراره.
عندما تصبح أحد الوالدين ستدرك مدى أهمية موضوع الحليب حيث أن هناك عدد من الأطفال الذين يعانون من مشاكل في البطن من الحليب الصناعي المعروف وقد يشكل إطعام طفلك حينها تحديًا، فربما تكون قد سمعت عن حليب الماعز كبديل محتمل وتتساءل هل حليب الماعز مضر للرضع أم آمنًا؟
حليب الماعز
يحتوي حليب الماعز على مستويات بروتين أعلى من غيرها كما أنه أعلى في البروتين من الحليب البشري ويحتوي على معادن مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور، ويحتوي حليب الماعز على نسبة أكبر من البروتين والدهون مقارنة بحليب البقر بجانب مخزونه الأكبر من البوتاسيوم وفيتامين أ والكالسيوم الضروري لنمو الطفل، كما يحتوي بشكل عام على نسبة أقل من الصوديوم والكربوهيدرات.
هل حليب الماعز مضر للرضع؟
تحذر الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من أن حليب الماعز النقي غير آمن، وفي بعض الحالات يهدد الحياة للرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة وهذا يعني عدم تناول حليب الماعز خلال الأشهر الـ 12 الأولى من حياتهم، وتنطبق نفس القاعدة عمومًا على حليب البقر النقي أيضًا وذلك لأن طفلك الجديد لديه جهاز هضمي دقيق لا يمكنه التعامل مع البروتينات الموجودة في الحليب المشتق من الحيوانات.
تركيبة حليب الماعز
نعلم جميعًا أن حليب الثدي هو الأفضل عندما يتعلق الأمر بالحليب المثالي للأطفال، ولكن عندما لم يعد ذلك ممكنًا، فإن تركيبة حليب الماعز قد تناسب بعض الأطفال بشكل أفضل من التركيبات التقليدية المعتمدة على حليب البقر.
أيضًا الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا والذين لديهم حساسية تجاه التركيبات المعتمدة على حليب البقر أو تركيبات الصويا أو التركيبات المضادة للحساسية يتم أحيانًا إعطائهم تركيبة حليب الماعز، ولكن فقط بعد استشارة طبيب الطفل أو أخصائي تغذية الأطفال.
فوائد حليب الماعز
1 . بروتين أقل حساسية
يحتوي حليب الماعز على كميات ضئيلة فقط من بروتين الكازين ألفا-S1 المثير للحساسية الموجود في حليب البقر، وهذا البروتين الذي يسبب الحساسية في حليب البقر يكاد معدومًا في حليب الماعز، مما يعني أن الطفل الرضيع الذي قد لا يكون قادرًا على تحمل حليب البقر من المرجح أن يكون قادرًا على تحمل حليب الماعز دون أي آثار جانبية.
2 . بروتين سهل الهضم
يشكل بروتين حليب الماعز كتل صغيرة من البروتين وناعمة جدًا مقارنة بحليب البقر مما يجعله أسهل في الهضم ويؤدي بدوره إلى مشاكل أقل في الهضم.
3 . دهون قابلة للهضم أكثر من حليب البقر
عندما يتعلق الأمر بهضم الدهون في الحليب، فإن الأمر كله يتعلق بنوع سلاسل الأحماض الدهنية الموجودة فيه، على سبيل المثال، الكريات الدهنية الموجودة في حليب الماعز أسهل في الهضم لأنها تحتوي على نسبة أعلى من الأحماض الدهنية القصيرة والمتوسطة السلسلة.
4 . نسبة اللاكتوز أقل قليلًا من حليب البقر
في حين أن كل من حليب البقر وحليب الماعز يحتوي على سكر اللاكتوز، فإن حليب الماعز يحتوي على أقل قليلًا، من الممكن أن تكون هذه ميزة طفيفة للأطفال الرضع والأطفال الصغار الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز.
فوائد أخرى لحليب الماعز
حليب الماعز هو مصدر ممتاز للبروتين والكالسيوم وتشير الدراسات إلى أن حليب الماعز مصدر جيد لفيتامين ب 1 والفوسفور والفيتامينات وبمجرد إعطاء حليب الماعز لطفلك الأكبر سنًا، يمكنك تقليل خطر الإصابة بالإمساك والسكري والسرطان.
كما يساعد حليب الماعز على تقليل مستويات الكوليسترول، إذا كان طفلك يعاني من ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم في الشرايين والمرارة فقد ترغب في التفكير في استخدام حليب الماعز.
ويحتوي حليب الماعز على نصف تركيز الكوليسترول الموجود في حليب البقر حيث يمكنك إعطائه للطفل للمساعدة في الحفاظ على كمية الدهون المشبعة ومستويات الكوليسترول تحت السيطرة.
يحتوي حليب الماعز على اللاكتوز مثل حليب البقر، إذا كان طفلك يعاني من عدم تحمل اللاكتوز يمكنك التفكير في الحليب النباتي الذي لا يحتوي على اللاكتوز، وتشكل أمثلة الحليب النباتي حليب القنب أو الصويا أو حليب اللوز بالإضافة إلى ذلك، فإن حليب الماعز أسهل في الهضم من حليب البقر.
حليب الماعز وسلامة الطفل
لا يًنصح باستخدام حليب الماعز وحده للأطفال ولا حليب البقر أو أي نوع آخر، يحتوي الحليب على نسبة عالية من المعادن والبروتينات ولكنه يحتوي على حمض الفوليك بنسبة أقل مما هو ضروري لتلبية احتياجات الطفل الغذائية، كما تشير بعض الدراسات إلى أن حليب الماعز يرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بفقر الدم.
في حين أن حليب الماعز ليس آمنًا للطفل يوصي البعض بتركيبات تعتمد على حليب الماعز والتي يمكن أن تكون آمنة منذ ولادة طفلك حتى يبلغ عمره عامًا ومع ذلك يجب تجنب حليب الماعز الطازج وأي حليب حيواني نقي آخر خلال الأشهر الـ 12 الأولى من عمر الطفل.
اضرار حليب الماعز على الأطفال
يمكن يؤدي استهلاك حليب الماعز عند الأطفال إلى مشاكل صحية بما في ذلك:
- نقص صوديوم الدم: يمكن أن يصاب الأطفال بنقص صوديوم الدم نتيجة تناول حليب الماعز وتحدث هذه الحالة عندما لا يكون هناك ما يكفي من الصوديوم في الدم.
- فقر الدم الضخم الأرومات: نظرًا لأن حليب الماعز لا يحتوي على جميع البروتينات الإضافية التي يحتاجها طفلك، فقد يؤدي أيضًا إلى نقص حمض الفوليك (فيتامين ب 9).
- ردود الفعل التحسسية: تمامًا كما هو الحال مع حليب البقر، قد يعاني الأطفال من حساسية شديدة تجاه حليب الماعز، يمكن أن يختلف هذا من طفل لآخر، لذا تأكد من التحدث مع طبيب الأطفال حول احتياجات الطفل.
- الالتهابات: خلال السنوات الأولى من الحياة يكون الطفل أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى خاصة إذا لم يتم تخزين الحليب الذي يستهلكه أو تعقيمه بشكل صحيح.
لكل هذه الأسباب لا ينصح باستخدام حليب الماعز لأي رضيع يقل عمره عن عام واحد، ولكن لا يزال حليب الماعز خيارًا جيدًا في وقت لاحق من الحياة بعد أن يبلغ الطفل عامه الأول، يمكن إدخاله في نظامه الغذائي ولكن بعد التأكد أن الحليب مبستر وأن الطفل يحصل على مزيج جيد من حمض الفوليك في نظامه الغذائي.
احتياطات تقديم تركيبة حليب الماعز
- من الضروري البحث عن تركيبات مضادة للحساسية إن أمكن، لتقليل خطر الحساسية.
- كما يجب البحث عن تركيبات أو حليب الماعز العادي المعتمد على أنه عضوي وخالي من المضادات الحيوية، وغير معدل وراثيًا أو يحتوي على هرمونات النمو أو غيرها من المخاطر المحتملة.
- تأكدي من أن حليب الماعز مبستر أيضًا لتدمير البكتيريا الضارة التي قد تصيب طفلك بالمرض.
أشياء يجب مراعاتها قبل تقديم حليب الماعز
1 . عمر طفلك
بشكل عام، لا ينصح باستخدام حليب الماعز أو منتجات حليب البقر للأطفال أقل من عام واحد لأنها يمكن أن تسبب تهيج الأمعاء وفقر الدم.
2 . حمض الفوليك
يجب الوضع في الاعتبار أن التركيبة الغذائية لحليب البقر وحليب الماعز مختلفة، حيث يحتوي حليب الماعز على أقل من 10% من حمض الفوليك الموجود في حليب البقر، مما يعني أن طفلك سيحتاج إلى مكملات حمض الفوليك للبقاء بصحة جيدة.
3 . الحساسية
لو أصيب الطفل بالحساسية تجاه حليب الماعز عادة ما تظهر الحساسية على الفور، ولكنها قد تتخذ أشكالًا مختلفة، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا سيلان الأنف والعطس والتورم والقيء، قد يصاب الطفل أيضًا بالإكزيما وتهيج الجلد.
غالبًا ما يكون حليب الماعز هو الخيار المفضل للأطفال الرضع والصغار بعد حليب الثدي في العديد من البلدان حيث أنه أسهل في الهضم وأقل حساسية من حليب البقر بعد التعرف على إجابة هل حليب الماعز مضر للرضع والانتباه لتوقيت تقديمه للأطفال.
المراجع
مقالات ذات صلة