علاج الخمول بعد الأكل
من المفترض أن يمنح تناول وجبة الطعام طاقة لجسمك طوال اليوم ولكن يشعر الكثير من الناس بالنعاس بعد الأكل ويمكن أن يكون هذا نتيجة طبيعية لأنماط الهضم ودورات النوم حيث أنه يمكن لبعض أنواع الأطعمة وتوقيت الوجبات أن تجعل الناس يشعرون بالتعب بشكل خاص بعد تناول الوجبة ويسمى انخفاض مستويات الطاقة بعد الأكل بالخمول ولكن قد يصبح الأمر مزعجًا وغير طبيعي لذلك سوف نتطرق إلى علاج الخمول بعد الأكل.
أثبتت دراسة عام 2017 عن آثار الأكل على أداء العاملين في النوبات الليلية حيث وجدت أن أولئك الذين يأكلون في الليل كان أداؤهم أسوأ وكانوا أكثر نعاسًا في الساعة 4 صباحًا من أولئك الذين لم يأكلوا.
هل الخمول بعد الأكل طبيعي؟
يحتاج الجسم إلى الطاقة ليعمل ليس فقط للركض أو قضاء وقت في صالة الألعاب الرياضية ولكن للتنفس وللبقاء على قيد الحياة، ونحصل على هذه الطاقة من طعامنا حيث يتحول الطعام إلى وقود (جلوكوز) بواسطة الجهاز الهضمي ثم توفر المغذيات الكبيرة مثل البروتين السعرات الحرارية (الطاقة) لأجسامنا.
ولا يقتصر الأمر على مجرد تحويل الطعام إلى طاقة حيث تؤدي الدورة الهضمية لدينا إلى جميع أنواع الاستجابات داخل أجسامنا، كما يتم إطلاق الهرمونات مثل كوليسيستوكينين والجلوكاجون والأميلين لزيادة الشعور بالامتلاء وارتفاع نسبة السكر في الدم وإنتاج الأنسولين للسماح لهذا السكر بالانتقال من الدم إلى الخلايا ليتم استخدامه من أجل الطاقة، ولكن لماذا نشعر بالتعب بعد تناول الطعام؟
أسباب الخمول بعد الأكل

الشعور بالتعب أو صعوبة التركيز بعد الوجبة أمر شائع نسبيًا وقد يشعر الشخص بالتعب بشكل خاص وهذا يتوقف على ماذا ومتى وكم الأكل، فعلى الرغم من أن جميع الأطعمة يتم هضمها بنفس الطريقة تقريبًا إلا أن جميع الأطعمة لا تؤثر على الجسم بنفس الطريقة حيث أنه يمكن لبعض الأطعمة أن تجعلك تشعر بالنعاس أكثر من غيرها، لذلك يبحث الكثير عن علاج الخمول بعد الأكل.
ومن أهم الأسباب التي تجعل الشخص يشعر بالخمول بعد تناول الوجبة ما يلي:
نوع الطعام الذي تتناوله
يمكن للأطعمة الغنية بالبروتينات والكربوهيدرات أن تجعل الناس يشعرون بالنعاس أكثر من الأطعمة الأخرى حيث يعتقد الباحثين أن الشخص الذي يشعر بالتعب بعد الأكل يعود السبب إلى إنتاج المزيد من السيروتونين وهو مادة كيميائية تلعب دورًا في تنظيم المزاج ودورات النوم.
كما يساعد التربتوفان وهو حمض أميني يوجد في العديد من الأطعمة الغنية بالبروتين في إنتاج السيروتونين والكربوهيدرات تساعد على امتصاص التربتوفان، لهذه الأسباب فإن تناول وجبة غنية بالبروتينات والكربوهيدرات قد يجعل الشخص يشعر بالخمول.
يوجد التربتوفان في الأطعمة الغنية بالبروتين وتشمل ما يلي:
- سمك السلمون.
- الدواجن.
- البيض.
- السبانخ.
- البذور.
- الحليب.
- منتجات الصويا.
- الجبن.
- السبانخ.
- الصويا.
- البيض.
وتشمل الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من الكربوهيدرات ما يلي:
- المعكرونة.
- الأرز.
- الخبز الأبيض والمقرمشات.
- الكعك والبسكويت.
- الذرة.
- السكر والحلوى.
غالبًا ما يتناول الناس مزيجًا من البروتين والكربوهيدرات قبل النوم مثل الحليب مع الحبوب.
الأطعمة الأخرى
يؤثر الكرز على مستويات الميلاتونين وتسبب الكربوهيدرات ارتفاعًا حادًا وانخفاض نسبة السكر في الدم لاحقًا، كما تعمل المعادن الموجودة في الموز على إرخاء العضلات ويمكن لأي من هذه العوامل أن تجعلك تشعر بالخمول بعد الأكل ويمكن أن تؤثر العديد من الأطعمة على مستويات الطاقة بطرق مختلفة.
عادات النوم
ليس من الغريب أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد يمكن أن يؤثر على شعورك بعد الوجبة أيضًا، فإذا كنت مسترخيًا وممتلئًا فقد يشعر جسمك بالراحة أكثر خاصًة إذا لم تحصل على قسط كافٍ من النوم في الليلة السابقة.
لذلك يفضل الالتزام بجدول نوم منتظم والحد من التوتر وتضمين التمارين الرياضية كجزء من روتينك اليومي لمساعدتك في الحصول على نوم أفضل ليلًا والمساهمة في علاج الخمول بعد الأكل.
على الرغم من أنهم يوصون أيضًا بتجنب قيلولة منتصف النهار إذا كنت تواجه صعوبة في الحصول على نوم جيد ليلًا وجدت دراسة واحدة على الأقل أن القيلولة تساعد في تحسين اليقظة والأداء العقلي والجسدي.
مقدار الطعام
قد يكون الشخص أكثر عرضة للخمول بعد الأكل بعد تناول وجبة كبيرة والأشخاص الذين يتناولون وجبات غذاء أكبر قد يعانون من خمول بعد الظهر أكثر من أولئك الذين يأكلون أقل في منتصف النهار، كما يؤدي تناول الطعام إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم وقد يتبع ذلك انخفاض في الطاقة.
دورة الهضم
يمكن أن تؤثر طريقة عمل دورة الهضم على ما إذا كنت تشعر بالخمول بعد الأكل أم لا، حيث تتطلب الأمعاء إمدادها بالدم للمساعدة في هضم الطعام ويتم إعادة توجيه الدم للمساعدة في الامتصاص ويؤدي هذا التغير في تدفق الدم إلى زيادة معدل ضربات القلب حيث تتقلص الأوعية الدموية في أجزاء الجسم غير المرتبطة بأعضاء الجهاز الهضمي وتلك الموجودة في أعضاء الجهاز الهضمي تتمدد أو تتسع.
في الأفراد الأكبر سنًا قد لا تكون هذه الآليات تعمل جيدًا كما هو الحال في الأفراد الأصغر سنًا، فقد لا تنقبض الأوعية الدموية في أجزاء أخرى من الجسم نظرًا لإعادة توجيه الدم للمساعدة في الهضم مما قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم والشعور بالكسل ومن هنا تكمن أهمية التعرف على علاج الخمول بعد الأكل.
حالات صحية أخرى
في حالات نادرة قد يكون الشعور بالتعب بعد تناول وجبة أو الشعور بالنعاس طوال الوقت علامة على مشكلة صحية أخرى وتشمل الحالات التي يمكن أن تجعل الخمول بعد الوجبة أسوأ ما يلي:
- داء السكري.
- حساسية الطعام.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- فقر الدم.
- الغدة الدرقية.
- الاضطرابات الهضمية.
قد يهمك أيضًا:
علاج الخمول بعد الأكل

قد يكون الشعور بالتعب بعد الوجبة أمرًا محبطًا خاصة بعد الغداء حيث أن انخفاض الطاقة أثناء النهار قد يعد خطيرًا بشكل خاص على الأشخاص الذين يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر مثل أولئك الذين يشغلون الآلات أو المركبات، لذلك يجب مناقشة الشعور بالتعب بانتظام بعد الأكل مع الطبيب ومع ذلك إذا تم استبعاد احتمال وجود حالة أساسية أكثر خطورة أو كان التعب يحدث في بعض الأحيان فقط، فهناك خطوات بسيطة يمكنك اتخاذها للمساعدة في الحفاظ على مستويات الطاقة المثلى.
يمكن للاستراتيجيات التالية التي تشمل العادات الغذائية ونمط الحياة أن تصبح علاج الخمول بعد الأكل وتساعد في تعزيز مستويات الطاقة أو الحفاظ عليها ومقاومة النعاس:
-
ابدأ بنوم جيد ليلًا
يكون الشخص الذي يحصل على قسط كافٍ من النوم ليلًا أقل عرضة لتجربة انخفاض كبير في الطاقة وعلاج الخمول بعد الأكل، كما يمكنك أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار، فإذا تمكنت من الحصول على 8 ساعات من النوم المتواصل فلن يهتم جسمك بسداد ديون النوم ويمكن تقليل احتمالية حدوث ركود في الطاقة بعد الغداء.
-
تناول وجبات صغيرة
بدلًا من تناول وجبات كبيرة يفضل تناول وجبات صغيرة ووجبات خفيفة كل بضع ساعات للحفاظ على مستويات الطاقة ويجب أن تكون قطعة من الفاكهة أو حفنة من المكسرات كافية لعلاج انخفاض الطاقة.
استخدام التحكم في الحصص في وقت الوجبة أثناء تناول مجموعة واسعة من الكربوهيدرات البسيطة والكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والدهون الصحية، سيساعد هذا أيضًا في الحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم ومستويات الأنسولين أكثر استقرارًا على مدار اليوم.
-
احصل على قيلولة

إذا كنت بحاجة إلى قيلولة فحاول الحصول عليها قبل تناول الغداء وليس بعد ذلك، سيساعدك هذا في إعدادك للنجاح وتشجيع جسمك على استخدام الطاقة المكتسبة من الوجبة للبقاء نشطًا بدلًا من حثك على الراحة فورًا بعد الأكل.
-
اذهب في نزهة على الأقدام
يمكن لممارسة التمارين الرياضية الخفيفة أثناء النهار مثل المشي السريع خاصة بعد تناول الطعام أن تساعد الناس على الشعور بتعب أقل وجعل الجسم مستيقظًا ضمن علاج الخمول بعد الأكل.
-
الضوء الساطع
جرب علاج الخمول بعد الأكل بالضوء الساطع حيث وجد أن تعريض الناس للضوء مثل أشعة الشمس بعد الغداء يقلل من التعب والخمول حسب دراسة عام 2015.
-
احترس من الكافيين
غالبًا ما تدفعنا غيبوبة الطعام إلى الحصول على فناجين قهوة إضافية لكنك تريد الحد من كمية الكافيين التي تشربها، فيمكن أن يكون للكثير من الكافيين تأثير معاكس في حين أنه قد يساعدك في إتمام باقي أعمالك على مدار اليوم إلا أنه يمكن أن يؤثر على كيفية ووقت النوم في الليل.
يوجد الكافيين في:
- القهوة.
- الشاي.
- الكولا.
- مشروبات الطاقة.
- بعض المسكنات والعلاجات العشبية.
-
اشرب المزيد من الماء
نشعر بالتعب أحيانًا لمجرد أننا نعاني من جفاف خفيف لذلك كوب من الماء سيفي بالغرض خاصة بعد التمارين ومن الخطوات المهمة في علاج الخمول بعد الأكل.
-
-
النظام الغذائي
-
تناول الأطعمة المفيدة للأمعاء وسكر الدم ومستويات الأنسولين والدماغ بما في ذلك الكربوهيدرات المعقدة والغنية بالألياف والدهون الصحية، كما يعزز النظام الغذائي المتوازن الذي يتضمن أطعمة مثل الخضروات والحبوب الكاملة والأسماك الدهنية الطاقة المستدامة لذلك حاول دمج المزيد من المكسرات والبذور وزيت الزيتون في وجباتك.
متى يجب طلب الاستشارة؟

إذا شعرت بالتعب بعد الوجبات ففكر في الاحتفاظ بمفكرة طعام يمكن أن تكون طريقة بسيطة ومفيدة للبدء في تحديد ما إذا كانت هناك أطعمة ومكونات معينة أو محفزات أخرى قد يكون لها تأثير على مستويات الطاقة لديك.
يجب أن تتضمن مفكرة الطعام حتى لو احتفظت بواحدة فقط لبضع أسابيع سجلًا لكل ما تأكله وتشربه، كما يجب أن تذكر بالتفصيل متى تستهلك طعامًا أو شرابًا وكذلك الكمية بجانب ملاحظات حول ما تشعر به، ويجب الانتباه إلى:
- مستويات الطاقة.
- المزاج.
- نوعية النوم.
- نشاط الجهاز الهضمي.
كتابة جميع الأعراض والملاحظات السابقة تسهل رسم بعض الروابط بين النظام الغذائي وما يشعر به الشخص مما يساعد في الحصول على التشخيص وعلاج الخمول بعد الأكل كخطوة مفيدة قبل زيارة الطبيب.
اختبارات تشخيصية
هناك اختبارات تساعد في العثور على سبب جذري للخمول بما في ذلك:
- اختبار تحمل الجلوكوز.
- اختبار الهيموجلوبين.
- فحص جلوكوز الدم سواء كان صائمًا أو عشوائيًا.
- اختبارات الدم أو الجلد للبحث عن الحساسية تجاه الطعام.
انتقل للدقيقة 3:40 للتعرف على أسباب الخمول بعد الأكل، وللدقيقة 10:37 للتعرف على علاج الخمول بعد الأكل
إذا شعرت بالتعب بعد الوجبة فهناك فرصة أن جسمك يستجيب فقط لجميع التغيرات الكيميائية الحيوية التي يسببها الهضم بعبارة أخرى هذا طبيعي تمامًا، ومع ذلك إذا كانت الأعراض مزعجة أو لا يبدو أن تغيير عادات نمط حياتك مفيدًا فيفضل التحدث مع الطبيب وطلب المساعدة من اختصاص التغذية للتعرف على أسباب وعلاج الخمول بعد الأكل.