أضرار الفاصوليا البيضاء (قد لا تتناولها بعد ذلك)
تعتبر الفاصوليا البيضاء من أشهر أنواع البقوليات المنتشرة في مصر ومنطقة الشرق الأوسط.، فهي تمثل طبق أساسي في العديد من الوجبات. وذلك بسبب مذاقها الرائع، وامتلاكها للعديد من الفوائد الصحية لاحتوائها على الكثير من العناصر الغذائية الهامة للجسم. ولكن كغيرها من العناصر الغذائية قد يكون لها بعض الآثار الجانبية على الصحة العامة للجسم، وخاصة مع بعض الحالات الصحية، وعند الإفراط في تناولها.
ستجد في هذا المقال كل ما تحتاج معرفته عن أضرار الفاصوليا البيضاء، وفوائدها الصحية، بالإضافة إلى الكثير من المعلومات الهامة بالتفصيل عن هذا النوع من الحبوب.
1) ما هي أضرار الفاصوليا البيضاء؟
لم تكن أضرار الفاصوليا البيضاء خطيرة في التجارب السريرية. ومع ذلك، فإن الآثار طويلة المدى غير معروفة. وتعود معظم الآثار الجانبية المعدية المعوية إلى قدرة المكملات على تثبيط هضم وامتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء الدقيقة. على الرغم من هذه الآثار الجانبية، فإن معظم المشاركين في التجارب السريرية تحملوا أضرار الفاصوليا البيضاء جيدًا، حتى عند الجرعات العالية. تشمل الآثار الجانبية المحتملة للفاصوليا البيضاء ما يلي:
- رد فعل تحسسي: إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من تاريخ مرضي سابق من الحساسية تجاه حبوب البقوليات المختلفة، فلا يجب أن تتناول حبوب الفاصوليا البيضاء في نظامك الغذائي.
- التأثير على الحمل والرضاعة: يجب على النساء الحوامل أو المرضعات استشارة الطبيب خاصة إذا كانت تتناول حبوب الفاصوليا بكميات كبيرة.
- خفض نسبة السكر في الدم: حبوب الفاصوليا البيضاء تنتمي لمجموعة مثبطات الأميليز التي تمنع هضم وتحطيم الكربوهيدرات المعقدة. حيث تنتج الفاصوليا البيضاء بشكل طبيعي مواد تسمى مثبطات ألفا أميليز. بمجرد دخول الجسم، تحجب هذه المثبطات إنزيم الأميليز من عمله، وهو الإنزيم المسؤول عن تكسير الكربوهيدرات في الأمعاء الدقيقة. ولا يمكن امتصاص الكربوهيدرات التي لم يتم تكسيرها من خلال جدار الأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم، لذلك تستمر في السفر عبر الجهاز الهضمي حتى تخمرها البكتيريا في الأمعاء الغليظة. وبالتالي يمكن لمثبطات الأميليز أن تخفض نسبة السكر في الدم، مما قد يجعلها مكملً غذائيا غير مناسب لمن يعانون من مرض السكري. فقد تؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة. لذا يجب مراقبة قياسات السكر باستمرار عند مرضى السكر الذين يتناولون حبوب الفاصوليا بكثرة.
- القئ والغازات والإسهال والإمساك: عندما يتم تناول حبوب الفاصوليا باستمرار، من الممكن حدوث الغازات والإسهال. كما تم تسجيل تقارير عن الإصابة بالإمساك والانتفاخ. وذلك بسبب احتواء الفاصوليا على نسب عالية من الألياف الغذائية الغير قابلة للذوبان في الماء، والتي يمكن أن تسبب هذه الأعراض، بالإضافة إلى تفاقم أعراض القولون العصبي. ومع ذلك، تختفي الأعراض عادة في غضون أيام قليلة.
- غير مناسبة لمرضى النقرس: يجب على مرضى النقرس عدم الإفراط في تناول الفاصوليا البيضاء. وذلك لأنها تحتوي على نسب من البروتين والبيورين، مما يزيد من نسبة حمض اليوريك في الدم، وهذا بدوره يزيد من حدة مرض النقرس ومضاعافاته.
- الصداع النصفي: على الرغم من أن الصداع النصفي هو عرض نادر من أضرار الفاصوليا البيضاء، إلا أنه يمكن أن يحدث لدى بعض الأشخاص بعد تناول الفاصوليا البيضاء بكثرة.
- تسمم غذائي: قد تكون أحد أضرار الفاصوليا البيضاء الإصابة بالتسمم الغذائي لاحتوائها على بروتين يسمى الليكتين، لكن سميته يمكن أن تختفي بعد النقع أو الغليان في الماء لمدة 10 دقائق على الأقل.
- التأثير على عملية امتصاص الطعام: قد يؤدي الإفراط في تناول حبوب الفاصوليا البيضاء إلى تقليل قدرة الجسم على امتصاص بعض المعادن والعناصر الغذائية المهمة مثل الحديد والزنك والبروتينات والكربوهيدرات، ولكن يمكن تجنب ذلك بنقعها وغليها جيدًا.
- تحتوي على نسب قليلة من البروتين: الفاصوليا البيضاء تعتبر مصدر غير كافي من البروتين للاعنماد عليه فقط. وذلك لأنها لا تحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة للعمليات الحيوية التي تتم داخل الجسم. لذا يجب الاعتماد على مصادر أخرى للبروتين بجانب الفاصوليا البيضاء للوفاء باحتياجات الجسم من البروتين.
2) ما هي فوائد الفاصوليا البيضاء؟
بعد الحديث عن أضرار الفاصوليا البيضاء. يأتي الدور الآن في الفقرات التالية للحديث باستفاضة عن الفوائد العديدة لتناول الفاصوليا البيضاء.
1) التحكم في وزن الجسم
تحتوي الفاصوليا البيضاء على بروتين معروف بقدرته على تثبيط أنشطة إنزيم ألفا أميليز. لا يستطيع ألفا أميليز عند تثبيطه تكسير الكربوهيدرات كما هو معتاد. مما يؤدي إلى انخفاض امتصاص الكربوهيدرات، بما في ذلك السكريات والنشويات. وهذا يقلل من السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد.
الفاصوليا البيضاء غنية أيضًا بالألياف الغذائية، مما يساعد على كبح الجوع ويزيد من الشبع والامتلاء لفترة أطول من الوقت. قد يؤدي هذا أيضًا إلى تقليل السعرات الحرارية المتناولة على مدار اليوم. بشكل عام، قد تساهم مكملات الفاصوليا البيضاء في الحفاظ على الوزن الصحي.
بعض الدراسات العلمية عن تأثير الفاصوليا البيضاء على الوزن:
- وفقًا لمكتب المكملات الغذائية الأمريكي، هناك بعض الأدلة على أن مستخلص الفاصوليا البيضاء قد يساعد في إنقاص الوزن وتقليل الدهون في الجسم . ومع ذلك، فإن طرق البحث لتقييم هذه المكملات كوسيلة مساعدة لفقدان الوزن غير متناسقة.
- نظرت مقالة علمية نُشرت عام 2020 في موقع Nutrients في الأدلة الداعمة للادعاءات القائلة بأن مستخلص الفاصوليا البيضاء يمكن أن يساعد في إنقاص الوزن. استنتج مؤلفو هذه المراجعة أن هذا المكمل الغذائي قد يعزز نسب صغيرة من فقدان الوزن – حوالي 5 أرطال – على مدى 30 إلى 90 يومًا. كما لاحظوا أن المكمل يعمل بشكل أفضل عندما يقترن بنظام غذائي عالي الكربوهيدرات.
- وجدت تجربة سريرية نُشرت في عام 2020 في مجلة Food Science and Nutrition أيضًا أن تناول مكملات مستخلص حبوب الفاصوليا البيضاء يحسن فقدان الوزن لدى مجموعة من الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل أفضل من العلاجات الأخرى. في هذه الدراسة، تم إعطاء المشاركين 2400 ملليغرام من مستخلص الفاصوليا البيضاء قبل كل وجبة أو دواء آخر لمدة 35 يومًا. في نهاية الـ 35 يومًا، فقدت المجموعة التي تناولت مكملات الفاصوليا حوالي 5 أرطال، بينما فقدت مجموعة الدواء الآخر حوالي 1 رطل.
2) التحكم في نسبة السكر في الدم
تعتبر الكربوهيدرات من العناصر الغذائية الرئيسية الموجودة في الأطعمة مثل الحبوب والفواكه والخضروات والفاصوليا. أثناء عملية الهضم، يقوم الجسم بتفكيك الكربوهيدرات إلى جلوكوز، أو سكر الدم، والذي يعمل كمصدر رئيسي للطاقة لجميع خلايا الجسم.
تتحلل بعض أنواع الكربوهيدرات أسرع من غيرها، مما يتسبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم. تُعرف هذه الأطعمة بالأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من نسبة السكر في الدم . يؤدي الارتفاع السريع في نسبة السكر في الدم إلى إفراز الجسم للمزيد من الأنسولين، وهو هرمون يصنع في البنكرياس يساعد على نقل السكر من الدم إلى الخلية.
عندما يأكل الشخص كربوهيدرات أكثر مما يمكن أن يستخدمه كوقود أو يخزن للحصول على طاقة لاحقة، فإنه يتم تخزينه على شكل دهون. يعمل مستخلص الفاصوليا البيضاء عن طريق منع الإنزيم الذي يكسر الكربوهيدرات إلى جلوكوز أثناء الهضم. وجدت دراسة علمية من عام 2011 أن تناول مكملات الفاصوليا البيضاء يقلل من ارتفاع السكر في الدم عن طريق تقليل امتصاص الكربوهيدرات، وبالتالي تقليل تأثير نسبة السكر في الدم.
يقترح العلماء أنه من خلال خفض تأثير نسبة السكر في الدم للأطعمة عالية نسبة السكر في الدم، قد يمنع مستخلص حبوب الفاصوليا البيضاء الزيادات في مستويات الأنسولين في الدم، مما يقلل من مخاطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهو مقدمة لتطور مرض السكري من النوع 2. ومع ذلك، من المهم استشارة الطبيب للحصول على مزيد من المعلومات حول تناول الفاصوليا البيضاء إذا كنت مصابًا بداء السكري.
3) تعد مصدر جيد للبروتين النباتي
توفر الفاصوليا البيضاء مصدر جيد للبروتين النباتي. ففي 100 جرام فقط من الفاصوليا البيضاء النيئة تحتوي على 22 جرام من البروتين. من المهم لجميع الأفراد الحصول على البروتين من النباتات كجزء من نظام غذائي صحي ومتوازن. ومع ذلك، بالنسبة للنباتيين، يمكن أن تكون المصادر الكثيفة للبروتين النباتي، مثل تلك الموجودة في الفاصوليا البيضاء، بمثابة دفعة حيوية لتناول البروتين اليومي. هذا يساعد في الحفاظ على صحة العظام وكتلة العضلات.
3) تقليل الدهون في منطقة البطن
دهون البطن، والمعروفة أيضًا باسم الدهون الحشوية، هي الدهون التي تحيط بجميع الأعضاء الحيوية في تجويف البطن. يرتبط تراكم دهون البطن بالأمراض المزمنة مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض الكبد وارتفاع ضغط الدم.
ليس من الواضح ما إذا كانت مكملات الفاصوليا البيضاء تساعد في تقليل دهون البطن أم لا. ولكن هناك بعض الدراسات تؤيد ذلك. ففي الدراسة السريرية لعام 2020، لاحظ الباحثون انخفاضًا ملحوظًا في الدهون تحت الجلد ومحيط الخصر بعد الملاحظة لمدة 35 يومًا. ومع ذلك، فإن الدراسات المشمولة في مراجعة 2020 وجدت نتائج مختلفة أيضا. وفي الوقت نفسه، أشارت دراسة علمية من 2011 و 2020 إلى أن مكملات حبوب الفاصوليا البيضاء لم يكن لها أي تأثير على الشهية أو الجوع أو مستويات الطاقة.
5) قد تساعد في دعم وظيفة المخ المعرفية
تحتوي الفاصوليا البيضاء على فيتامينات ومعادن ضرورية لإنتاج خلايا الدماغ السليمة ووظيفتها. يحتوي كل 100 جرام من الفاصوليا البيضاء النيئة على ما يقرب من 45٪ من كمية الثيامين الموصى بها يوميًا. يستخدم الثيامين في إنتاج الأسيتيل كولين، وهو مركب ضروري للوظائف الإدراكية بما في ذلك الذاكرة والانتباه. لذلك، قد تكون الفاصوليا البيضاء مفيدة للحفاظ على الأداء الإدراكي والنفسي الطبيعي.
6) تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان
لا يوجد دليل على أن مستخلص الفاصوليا البيضاء يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، قد يكون هذا الادعاء الصحي مرتبطًا بالفوائد الصحية الشائعة المرتبطة بالفاصوليا. لذلك، نظرت مراجعة علمية 2021 وتحليل للتجارب السريرية والعشوائية ذات الشواهد المنشورة في موقع Nutrients في الفوائد الصحية للفاصوليا. فيما يتعلق بتقليل خطر الإصابة بالسرطان، ولكن يقول مؤلفو هذه المراجعة أنه لا يوجد دليل كاف لدعم هذه الادعاءات.
7) تعزيز صحة القلب
من المعروف أن مثبط ألفا أميليز الموجود في الفاصوليا البيضاء يقلل من الدهون الثلاثية. وهذه المركبات هي نوع من الدهون. إذا كان لديك الكثير منها في نظامك الغذائي، فقد يزيد ذلك من فرص إصابتك بأمراض القلب. حسب المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية NCBI.
3) القيمة الغذائية لحبوب الفاصوليا البيضاء
على الرغم من أضرار الفاصوليا البيضاء. ولكن تحتوي حبوب الفاصوليا البيضاء على الكثير من العناصر الغذائية الهامة لصحة الجسم، ففي كل 100 جرام فقط من الفاصوليا البيضاء النيئة يمكنك أن تتوقع أن تجد مايلي:
- 22 جم من البروتين.
- 61 جم من الكربوهيدرات.
- 24 جم من الألياف.
- 5 ملجم من الحديد.
- 1185 ملجم من البوتاسيوم.
- 44 ملجم من الثيامين.
- 388 ميكروجرام من حمض الفوليك.
وفي النهاية، ليس هناك شك في أن الفاصوليا البيضاء هي غذاء صحي يمكن أن تضيفه إلى نظامك الغذائي. هذا الأمر ليس محل شك. ولكن قد يؤدي تناول الكثير من هذه الحبوب إلى حدوث بعض أضرار الفاصوليا البيضاء. ولكن لاداعي للقلق فمعظم هذه الأضرار يختفي بعد فترة قصيرة، ولايؤثر على الصحة العامة بدرجة كبيرة.
المراجع
مقالات ذات صلة